بإشراف التحالف السعودي.. «المقاومة» تفرض التهجير القسري في تعز
يمنات
إسماعيل أبو جلال
مازالت عديد مديريات تابعة لمحافظة تعز مسرحاً متجدداً لعشرات من الهجمات المسلّحة العشوائية، من قبل جماعات تابعة لـ«المقاومة الجنوبية»، وقيادات من المنطقة العسكرية الرابعة من المعروفين بالولاء للقائد العسكري الإماراتي في عدن، والذي تصدر منه كافة التوجيهات لهذه الجماعات في تنفيذ مختلف الهجمات على مديريات في محافظة تعز، وتحديداً تلك المتاخمة لمحافظة لحج الجنوبية، تحت ذريعة تحريررها من «الانقلابيين الحوثيين».
وأبرزهذه المناطق، جبال كهبوب الممتدة على طول الخط الفاصل بين مناطق الصبيحة، وكل من مديرتيتي الوازعية وموزع في محافظة تعز، المطلتان مباشرة على باب المندب والساحل الغربي، ومديرتي حيفان والقبيطة الأهلتان بالسكان، والوقعتان شرق المحافظة، حيث جرت العادة طيلة السنوات الأربع الماضية، تفويج عناصر «المقاومة الجنوبية» باتجاه هذه المديريات، وأدت في محصلتها النهائية إلى تهجير المواطنين عن قراهم، ونهب الممتلكات، وإحراق المزارع، وتفخيخ المساكن المهجورة، تحت مبرر أنها مملوكة لمن تطلق عليهم «المتحوثين»، وتعود إلى حيث أتت، دون إحداث أي تغيير في معادلة السيطرة على أي من المناطق في هذه المديريات.
يأتي ذلك في الوقت الذي لم يجد فيه المواطنون أي طرف في حكومة الرئيس هادي، يمكن التعويل عليه بالوقوف إلى جانبهم، وإيقاف مسلسل الاعتداءات المتكررة على قراهم، والحيلولة دون وقوف قيادة المنطقة العسكرية الرابعة بكل ثقلها خلف كل ما يحدث لهم من تهجير ونهب ودمار.
كشف التضليل
ظلت تلك الجماعات تنفذ عملياتها العسكرية في انحاء واسعة من تلك المديريات في محافظة تعز، مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة، بعد أن كانت قد استغلت تفاعل بعض مواطنين، في بادئ الأمر، مع تلك الشعارات، إلا أنها سرعان ما لنكشفت، وتبيّن أنها لا تعدو عن كونها شعارات وأهداف تضليلية، وبأن الهدف الحقيقي لتك الجماعات لم يكن سوى جعل أبناء المديريات مجرد كباش فداء لأطماعها، حيث تتم التضحية بهم، من خلال الزجّ بهم في مقدمة المعارك وتركهم يواجهون مصيرهم المحتوم بعد قطع كل أشكال التموين، أو ضربهم من الخلف، استعداداً لفرار تلك الجماعات وعودتها إلى ثكناتها في الجنوب، بعد ساعات أو أيام محدودة.
حالات تكررت عشرات المرات، وظلت من أبرز أولويات اهتمام الناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي، وأكدتها تقارير صحافية وعديد منظمات حقوقية محلية ودولية وشهادات غالبية ممن عانوا مراراتها.
وفي هذا السياق، قال هشام حسن اليوسفي، أحد مصابي العمليات العشوائية لـ«المقاومة» في مديرية القبيطة، لـ«العربي»، إنه «تم استغلالنا في بداية الأمر، وغرروا بنا، عندما فتحوا لنا مقرّات للتدريب في طور الباحة، لنفاجأ بأننا عند تنفيذنا لأي عمليات في مناطقنا، بأن من يدّعون أنهم قدموا للقتال معنا في جبهات القبيطة والأعبوس، هم من يغدرون بنا من الخلف، وأنا أحد الضحايا، حيث صُوّبت الطلقات النارية على أسفل ظهري من الخلف».
وأضاف «كانوا يضعونا في مقدمة الجبهات لأننا من أبناء المنطقة، ونعرفها جيداً، لكنهم كل مرّة يغدرون بنا، وهدفهم أخذ سلاحنا وبيعه، وهذا ما اكتشفناه بأنفسنا عدة مرات».
وعن أسباب هذه الحالة من الخيانة وأهدافها، قال «أنا كنت قيادياً في جبهة الأعبوس حيفان، وكان قائدنا المعيّن من قبل التحالف فهمان الصبيحي، وكنا في عام 2016 قد حصلنا على دعم بالسلاح والذخيرة من اللواء 35، ومن التحالف، وعندما تقدّمت قواتنا الى مواقع استراتيجية في المديرية، انسحب فهمان وقواته، وسحب كل السلاح والتموين معه، وبعد أيام وجدنا كميات السلاح والذخيرة تباع في أسواق طور الباحة والرُجع، ومردودها بمئات الملايين له ولمن يدعموه في قيادة المنطقة الرابعة».
وفي رده على سؤال «العربي»، عمّأ إذا كان قاد «التحالف» يعلم بذلك، قال اليوسفي «اتضح لنا مؤخراً بأن قيادة التحالف في عدن، وتحديداً القائد الإماراتي، يعلمون بكل شيء، فهم يعتبرون مردود مبيع السلاح والذخيرة مكافأة للقادة الموالين لها».
التهجير القسري
لعل أبرز ما اتّسمت به العمليات العسكرية لـ«المقاومة الجنوبية» والقوات التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة في مديريات محافظة تعز المحاذية للجنوب، هو تعمّدها العشوائية وعدم التخطيط، وكل ذلك ظل محل تساؤلات مثيرة لدى المواطنين في تلك المديريات، أهمها، «هل معقول أن قيادة المنطقة العسكرية الرابعة لا تعلم أن المناطق التي تتحرك المقاومة الجنوبية في مديريات حيفان والقبيطة مثلاً هي مناطق مكشوفة أمام قوات أنصار الله المسيطرة على مختلف الجبال والمرتفعات في المديريتين؟»، وهل معقول أنها لا تلم أنها «مهما حاولت تحقيق تقدم فسيكون مصيرها الإبادة الكاملة أو العودة إلى الخلف في أحسن أحوالها؟».
سؤال حاول كثيرون من أبناء المديريتين الإجابة عنه، وفي هذا الإطار تحدث إلى «العربي» المهندس ناصر العبسي، أحد الفعاليات في المديريتين، قائلاً إن «ما تقوم به المقاومة في مديريات تعز الجبلية، والتي تطل على السهل الساحلي في الصبيحة، هو نوع من المخاطرة بأرواح الشباب، لأن هذه المديريات جبلية، والحوثيين مسيطرين عليها بقوة ضاربة، بينما المقاومة تأتي من المناطق المنخفضة، وتنتشر بعشواية، ويتضرر نتيجة لذلك المواطنون في القرى التي تتعرض للقصف العشوائي من الطرفين».
وأشار العبسي إلى محاولات أبناء هذه المناطق إقناع «المقاومة» مراراً بعدم جدوى عملياتها العسكرية، طالما أنها تعود إلى الخلف كل مرة، وقال «مؤسف جداً أنهم يعدونا كل مرة بعدم تكرار أخطائهم المضرّة بالمواطنين، إلا أنهم يعودون إلى تكرارها، وتكون النتيجة، التهجير القسري للمواطنين، ونهب الممتلكات، وخاصة المنازل المغلقة، تحت مبرر أنها تعود لمتحوّثيين».
وخلص حديثه بالقول «هؤلاء عصابة نهّابين لا أكثر، فهم في كل هجماتهم ينهبون السيارات والدكاكين والبيوت وحتى مزارع القات، ويولون عائدين إلى مناطقهم في الصبيحة، ويحدث هذا بناء على معلومات وإدارة عمليات من قيادة المنطقة الرابعة، وتحت حماية التحالف»، ولفت إلى «إننا لم نجد أي طرف في حكومة الشرعية نشكو إليه»، مشيراً إلى أن «أي مشتكي يُعتبر في نظرهم متهم، ويعمل ضدهم».
المصدر: العربي
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.